19 أكتوبر مرض السكري ليس مجرد إنسولين
يدرك معظمنا أن مرض السكري يرتبط ارتباطاً وثيقاً باضطرابات هرمون الإنسولين في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى إرتفاع مستويات السكر في الدم. في الواقع، هناك العديد من العوامل الأخرى التي تزيد من سوء الحالة لمرضى السكري وأحد هذه العوامل الهامة جداً هو عدم وجود الكروم في الجسم. ولكن هناك الكثيرون ممن لا يدركون هذه الحقيقة – وقد يكون من ضمن هؤلاء مرضى السكري أنفسهم – الذين لا يدركون خطورة التأثير السلبي للكروم على هذا المرض المشؤوم.
التقدم في العمر والكروم
الكروم هو نوع من أنواع المعادن الصغيرة الذي يحتاجه الجسم بكميات قليلة فقط، وتحديداً ما يعادل أو يقل عن 100 مغ يومياً أو 0.01% من وزن الجسم الكلي. ويلعب الكروم دوراً هاماً في عملية هضم الكربوهيدرات والبروتينات والدهون. علاوة على ذلك، يُعد الكروم من العوامل المهمة التي تؤثر على طريقة عمل الإنسولين بالشكل الصحيح، وهو الهرمون الذي يلعب دوراً هاماً في عملية هضم سكر الجلوكوز والمُرتبط بداء السكري.
ووفقاً لما ذكرته المجلة البريطانية للتغذية أن الإنسان يخضع لخطر نقص الكروم كلما تقدم به العمر. يتعرض الكبار في السن لزيادة في نقص الكروم عن طريق البول، وهي حالة ترتبط بالتقدم بالعمر وبقلة الحصول على الكروم أو عدم استبدال الكميات المفقودة. وكنتيجة لنقص الكروم، سيتأثر هضم سكر الجلوكوز والدهون، وبالتالي ستتأثر معدلات الإنسولين في الجسم. تستند هذه المعطيات لما جاء في نشرة “الهضم: معاينات سريرية وتجريبية“. ونتيجة لذلك، سنجد أن فرص الإصابة بمرض السكري والنوبات القلبية ستزداد بنقص الكروم. وبالتالي، فإن إحدى الطرق التي يمكن للمرء من خلالها المحافظة على صحته هي تحسين إنتاج هرمون الإنسولين في الجسم، وذلك عن طريق استغلال التأثير السحري للكروم على هذه العملية.
يتعين عليك التأكد دوماً من معدلات الكروم في جسمك لتجنب نفسك كل ما قد يترتب على نقص معدلاته في الجسم. وقد أشارت العديد من الدراسات إلى التأثير الإيجابي الذي توفره المكملات الغذائية التي تحتوي على الكروم لكونها تُحسّن هضم سكر الجلوكوز وتُقلل من نسبة الدهون في الجسم لدى كبار السن. وللحصول على المكملات الغذائية من الكروم، ما عليك سوى اختيار الأطعمة الغنية بهذا المعدن مثل صفار البيض والحبوب والبقوليات والبروكولي.
ويعتبر الحليب أيضاً أحد مصادر هذا المعدن المهم، حيث يمكن لأولئك المصابين بمرض السكري استبدال إحدى الوجبات بكأس من الحليب. وينبغي عليك أيضاً ألا تنسى الحد من كميات السكر المُستهلكة أو الأطعمة المُكونة من السكريات. ولا تفتقر الأطعمة الغنية بالسكريات للكروم فحسب، بل أن التناول المفرط من السكر يزيد من استهلاك الكروم الموجود في الجسم.
هل تريد أن تعرف الكميات التي تلزمك من الكروم في اليوم الواحد؟
استناداً إلى جدول الكميات الغذائية الصادرة عن كل من مجلس الغذاء والتغذية ومعهد الطب والأكاديميات الوطنية، فإن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً يحتاجون إلى 30 ميكروغراماً من الكروم يومياً، بينما تحتاج النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 50 عاماً إلى 20 ميكروغراماً فقط من الكروم يومياً. من المؤكد أنك بت تعرف مدى أهمية الكروم لصحتك، إلا أن عليك أن تتذكر أن الكروم ليس كافياً وحده لتحقيق التوازن الصحي عندما يتقدم بك العمر. لا تنسَ أن اتباع نظام حياة صحي يعني بالضرورة اتباع حمية غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري.